متى يبيع المستثمر أسهمه؟

يتساءل المستثمرون دائماً عن الوقت المناسب لبيع أسهمهم وكيفية تحديده. في السياق، يجب تحديد أسباب البيع بين أسباب شخصية وأسباب مالية.

إذ يهدف البيع لأسباب مالية إلى تعظيم عائدات الفرد الاستثمارية أمّا البيع لأسباب شخصية فيكون من أجل التقاعد، أو دفع تكاليف التعليم، أو شراء منزل، وما إلى ذلك.

في هذا المقال، سنركز على الأسباب المالية، وسنشرح لك متى عليك أن تبيع أسهمك ومتى عليك الاحتفاظ بها.

متى تبيع أسهمك؟

هناك ثلاثة معايير أساسية على المستثمر أن ينتبه لها جيداً، وإذا تحققت عليه إذاً بيع السهم على الفور. هذه المعايير هي:

• ارتكاب الأخطاء
• تغير الظروف
• وجود فرص أفضل

أولاً: ارتكاب الأخطاء

إنّ قرار شراء سهم معين يجب أن يستند إلى بحث شامل واستراتيجية استثمارية مفصّلة يمكن استخدامها كمعيار لتقييم الاستثمار في المستقبل.

يجب أن يشمل هذا البحث توقعات المستثمر بشأن النمو والربحية والمخاطر وصحة الشركة المعنية. كما يجب أن يتضمن الهدف الذي يسعى المستثمر لتحقيقه وخطته للوصول إلى هذا الهدف.

وبالتالي، إذا كنت كمستثمر قد أتممت بحثك بشكل جيّد وصحيح، هذا يسهل عليك رؤية الأخطاء وتصحيحها لتتماشى مع أهدافك الاستثمارية.

في السياق، إذا اكتشف المستثمر أنّ السهم الذي اشتراه من شركة معينة هو خطوة خاطئة ولا تتماشى مع أهدافه، عليه بيع السهم على الفور.

مثال:

إذا اشتريت سهماً في شركة ستاربكس واكتشفت أنّ الشركة تذهب باتجاه مختلف عن أهدافك أو أنّها لن تحقق ما تريده، عليك التفكير في قرار البيع.

ثانياً: تغيّر الظروف

معيار آخر على المستثمر أخذه بعين الاعتبار وهو التغيرات غير المتوقعة التي يمكن أن تحدث، فكلنا نعرف أنّ سوق الأسهم ليس ثابتاً وينطوي على العديد من التقلبات. وبالتالي، إذا حصل تغير غير متوقع داخل الشركة التي استثمرت فيها بشكل يؤثر عليك، يجب التفكير بقرار البيع.

قرار البيع في هذه الحالات متعلق بالإجابة على السؤال التالي: هل سأشتري الشركة الآن لو لم أكن أملك أي سهم فيها بعد؟

وبالتالي، إذا كان الجواب نعم، احتفظ بالأسهم، أمّا إذا كان الجواب لا، عليك البيع.

في السياق، هناك نوعان أساسيان من التغيرات التي يمكن أن تطرأ على الشركة وهما:

• تغيير أهداف الإدارة: كلما كبرت الشركة وزاد نجاحها، تميل إدارتها إلى تغيير أسلوب القيادة وهذا ما يجب الانتباه له.
• تغير الإدارة: أي تغير الفريق الذي كان يقود الشركة واستبداله بفريق جديد

مثال:

في العام 2014، تقاعد بوب كيرلين، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة فاستينال، من مجلس إدارة الشركة ونتيجة لذلك، باع مستثمر كبير فيها وهو فرانسوا روشون أسهمه. بعد عام 2014، كان أداء السهم لا يزال جيداً للغاية ولكن كما كان سابقاً.

ثالثاً: وجود فرص أفضل

عند توفر فرصة أخرى تؤمن عائدات أفضل وبنفس مستوى المخاطر، القرار الصحيح هنا هو بيع الاستثمار الحالي واستغلال هذه الفرصة.

ولكن هذا الأمر، يحتوي على مخاطر عديدة، حيث أنّ المستثمر يمكن أن يسيء تقدير الفرصة الجديدة ويخسر الاستثمار الحالي.

وترتبط هذه المخاطر ببعض التحيزات التي قد تقود المستثمر إلى اتخاذ قرارات خاطئة ومتسرعة. وهذه التحيزات هي:

• الانحياز إلى النشاط

الاستثمار يتطلب الصبر والثقة في القرار الاستثماري. في بعض الأحيان، عندما يتباطأ نشاط الأسهم لفترة من الزمن، المستثمر يميل إلى الشعور بالتوتر. وفي تلك المرحلة، من السهل البحث عن فرص جديدة وإقناع المستثمر نفسه بسرعة بوجود فرص أفضل. وبالتالي، يمكن تجاهل المشاكل المتعلقة بالاستثمار المفترض أنه الأفضل والتسرع باتخاذ القرار.

• الانحياز إلى الثقة المفرطة بالفرص الجديدة

عندما يقرر المستثمر العثور على فرصة أفضل، يميل إلى الثقة المفرطة في البديل الأول الأفضل ويمكن أن يهمل كل البحث الشامل والمعرفة العميقة التي جمعها على مدى فترة طويلة حول الاستثمار القديم.

ولذلك، على المستثمر أن يأخذ هذه التحيزات بعين الاعتبار عند البحث عن فرص جديدة.

الأسباب السيئة لبيع الأسهم

كما ذكرنا سابقاً، من المهم أن نعرف أنّ المستثمر يجب أن يقوم ببحث شامل وتحديد الأهداف والمعايير لاتخاذ قراراته الاستثمارية والأهم عدم الانجرار وراء العواطف. لذلك، يجب أن تقرأ أحداث السوق جيداً قبل اتخاذ القرار. وبالتالي، هناك أسباب سيئة لبيع الأسهم وهي:

أولاً: تغيّر أسعار الأسهم

إنّ الخطأ الأكبر الذي يمكن أن يتخذه المستثمر هو مقارنة سعر السهم بسعر الشراء وبيعه في حال ارتفاع أو انخفاضه عن سعر الشراء.

ثانياً: توقع اتجاه الاقتصاد الكلي

خطأ آخر يمكن أن يرتكبه المستثمر هو توقع تراجع الاقتصاد الكلي وبيع الأسهم قبل انخفاض أسعارها، إذ يمكن أن يكون هذا التخمين خاطئاً وبالتالي قد يخسر المستثمر استثماراته.

إذا أردت معرفة معلومات أكثر عن الاستثمار زر صفحة تعلم في موقعنا وستجد محتوى مبسّط وسهل حول كافة الموضوعات المتعلقة بالاستثمار.