كيف أستثمر أموالي في حالات الركود الاقتصادي؟

يمرّ السوق المالي بمجموعة من المراحل الأساسية والتي تسمّى "دورة السوق"، ومن بين هذه المراحل هناك مرحلة الهبوط، التي تحصل عندما تبدأ أسعار الأسهم بالانخفاض.

في هذه المرحلة يمكن أن يصاب السوق بحالة من الركود الاقتصادي. ما هو الركود الاقتصادي وكيف يصمد المستثمرون في هذه المرحلة؟

• معنى الركود الاقتصادي

الركود الاقتصادي هو ارتفاع الأسعار بسبب التضخم، وبالتالي إحجام العملاء عن الشراء، مما يؤدي إلى خسائر حادة في إيرادات معظم المشاريع، وهذا ينعكس سلباً على نسبة البطالة التي ترتفع  بسبب تسريح العمال أو تجميد عمليات التوظيف.

ولذلك، من الطبيعي أن يمتنع أصحاب رؤوس الأموال أو المستثمرين عن المخاطرة بأموالهم في السوق المالي في مثل هذه الأوقات.

ولكن، بالرغم من أنّ هذه المرحلة تعتبر سيئة للأسواق المالية، إلّا أنّ دائماً هناك طرق يستطيع المستثمرون من خلالها الصمود مهما طالت فترة الركود، إذ أنّ هناك نوع من القطاعات يسمّيها الاقتصاديون "قطاعات مضادّة للركود"، وهي قطاعات تبقى صامدة بمواجهة الأزمات الاقتصادية. ما هي هذه القطاعات؟

• الرعاية الصحية

يأتي قطاع الرعاية الصحية على رأس القطاعات المضادة للركود الاقتصادي والأقلّ تأثراً به، والسبب هو أنّه من أكثر القطاعات عالية الطلب. إذ أنّه، بغضّ النظر عن المشاكل الاقتصادية، الناس يمرضون، ولا يكفّون عن طلب الرعاية الصحية العاجلة أو الروتينية.

بمعنى أوضح، إنّ قطاع الرعاية الصحية لا يتأثر سلباً بشكلٍ حادّ بالانزلاقات الاقتصادية، بل في بعض الأحيان يشهد رواجاً في مثل هذه الأوقات، والمثل الأبرز هو نموّ قطاع الرعاية الصحية خلال فترة انتشار جائحة كورونا، التي شهدت تراجعاً حادّاً في الاقتصاد العالمي.

مثلاً: قفزت أسهم "فايزر" مسجّلةً رقماً قياسياً خلال فترة كورونا خصوصاً بعد إعلانها عن لقاح "كوفيد-19".

• الخدمات

كذلك، تعدّ الخدمات من الاستثمارات الممتازة للصمود خلال فترات الركود الاقتصادي، فبغض النظر عن أداء الاقتصاد، لن نوقف استخدامنا للكهرباء أو المياه أو الغاز.

بمعنى آخر، لن تقطع الكهرباء والتدفئة عن منزلك مهما كانت الأوضاع الاقتصادية سيئة، ولذلك، يعتبر هذا القطاع من القطاعات الأقلّ تأثراً بالأزمات الاقتصادية وهو ما يريده المستثمرون.

في هذا السياق، يعتبر الاستثمار بشركات الطاقة مثلاً، كالاستثمار في شركة "ديوك إنرجي"، من الاستثمارات المهمّة والآمنة خلال الأزمات الاقتصادية.

• قطاع البقالة والمأكولات والمشروبات

لا يقلّ هذا القطاع أهميةً عن القطاعين السابقين لأنه مرتبط بنشاط الناس اليومي. أنت تحتاج إلى الطعام والشراب دائماً مهما كانت الظروف.

وتعتبر متاجر البقالة، خصوصاً تلك التي توفر سلعا استهلاكية ضرورية، مثل الأطعمة المعلبة والمأكولات والمشروبات، كشركة "كوستكو"، أحد أكثر المشاريع والأعمال التجارية ثباتاً في وجه الركود العالمي.

الأمر نفسه ينطبق على المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة والاقتصادية والتي تبقى صامدة أثناء الركود، حتى لو ارتفعت أسعار خدماتها قليلاً.

• العقارات

العقارات تعتبر من القطاعات الدورية والمتحركة للغاية، إلّا أنّها تعدّ من الاستثمارات التي يمكن أن تصمد خلال فترات الركود الاقتصادي، خصوصاً بوجود أنواع معينة من صناديق الاستثمار العقارية التي تعدّ أكثر دفاعيةً. فالناس بحاجة دائمة إلى السكن مهما كانت الحالة الاقتصادية.

في السياق، يعدّ صندوق فانجارد العقاري، من أهمّ صناديق الاستثمار العقارية.

• التعليم الرقمي

يتسبّب الركود الاقتصادي عادةً بارتفاع معدلات البطالة إمّا عبر تسريح الموظفين أو تجميد عمليات التوظيف. وعندما ترتفع البطالة، أول ما يلجأ إليه العاطلون عن العمل هو تعلّم مهارات جديدة لتعزيز سيرتهم الذاتية بهدف الحصول على وظيفة بامتيازات جيدة خلال فترة وجيزة.

وبحسب إحدى الدراسات السوقية، من المتوقع أن ينمو قطاع التعليم الالكتروني من 197 مليار دولار في العام 2020 إلى 840 مليار دولار بحلول العام 2030.

ولذلك، من المتوقع أن تشهد منصات التعليم الرقمي، مثل منصة "كورسيرا" و"يوديماي" وغيرها، نمواً كبيراً خلال فترة الركود الاقتصادي، خصوصاً تلك التي توفر خدمات تعليم المهارات المتصلة بالتخصصات الأكثر نشاطاً في أسواق العمل المتراجعة حول العالم.

إذاً، لكي تصمد كمستثمر أمام الركود الاقتصادي، اختار القطاعات التي تلبّي الحاجات الضرورية وابتعد عن تلك القطاعات التي توفر خدمات كمالية أو ترفيهية (عشان ما تخسر فلوسك 😉).

‍وللاطّلاع على معلومات أكثر عن الاستثمار يمكنك الدخول إلى صفحة المدونة في موقعنا، حيث تجد العديد من المواضيع التي قد تهمك كمستثمر.