كيف أستفيد كمستثمر من التضخم؟! | إنفستسكاي الشرق الأوسط
كيف أستفيد كمستثمر من التضخم؟! | إنفستسكاي الشرق الأوسط
كيف أستفيد كمستثمر من التضخم؟!
التضخم هو مرحلة اقتصادية يمرّ بها السوق تؤدي إلى خسارة الأموال قيمتها الفعلية. وبالرغم من أنّه يخلق أزمة إلّا أنّك كمستثمر يمكن أن تستفيد منه في بعض الأحيان. سنعرف ذلك لاحقاً في هذا المقال.
في البداية دعونا نعرّف التضخم ونعرف أسبابه.
- التضخم
التضخم هو انخفاض قيمة المال الذي تملكه، بمعنى آخر، هو ارتفاع أسعار السلع مقابل خسارة أموالك لقيمتها، يعني إنفاق المزيد من المال لشراء مستلزماتك.
- أسباب التضخم في السوق
يحصل التضخّم في السوق المالي لأسباب عديدة، أبرزها: نقص العرض أو ارتفاع الطلب، السيولة أو الأموال الزائدة في السوق، السياسات النقدية والمالية السيئة.
أولاً: التضخم الناتج عن الطلب
يحصل هذا النوع من التضخم عندما يرتفع الطلب وينخفض العرض، بحيث أنّه عندما يرتفع الطلب على سلعة ما أو خدمة ما، من الممكن أن يؤدي ذلك إلى رفع سعرها.
وعادةً ما يحدث ذلك عندما يمرّ الاقتصاد بمرحلة تعافٍ، يشعر الناس خلالها بالثقة في الأوضاع الاقتصادية ما يدفعهم إلى إنفاق المزيد من الأموال بدلاً من ادّخارها.
يبدأ التضخم الناتج عن الطلب بالارتفاع في الطلب الاستهلاكي، وذلك، عندما يحاول التّجار الوفاء بالطلب من خلال زيادة العرض، وعند اكتشافهم نقصاً بالسلع (أي نقص في العرض)، يعمدون إلى رفع الأسعار، ما يؤدي إلى تضخم ناتج عن الطلب، والذي يطلق عليه أيضاً "تضخم الأسعار".
ثانياً: المعروض النقدي
يحصل هذا النوع من التضخّم بسبب السيولة الزائدة في السوق، إذ كلما ازداد المعروض النقدي وقررت الحكومة طبع المزيد من الأموال، قلّت قيمة العملة، لأن ذلك يعني المزيد من الأموال مع وجود نفس الكمية من السلع.
وهذا يؤدي إلى زيادة الطلب على السلع، من ثم ارتفاع أسعارها بسبب نقص العرض وبالتالي يؤدي إلى التضخم.
ثالثاً: السياسات النقدية والمالية السيئة
تتمثل بعاملين أساسيّين هما: الدين الوطني والضرائب؛
- الدين الوطني
يؤدي الدين الوطني إلى التضخم، ويرجع ذلك إلى أن الحكومات لا يكون أمامها حلّ لسداد الدين الوطني سوى زيادة الضرائب أو طبع المزيد من الأموال.
وبذلك، عند زيادة الضرائب سوف تضطر الشركات إلى رفع أسعارها، لتعويض معدل الضرائب المفروض عليها، وبالتالي يحدث التضخم، أما في حال طباعة النقود، سوف يزيد المعروض النقدي كما ذكرنا سابقاً، ما يؤدي إلى التضخم.
- الضرائب
فيما يتعلّق بالضرائب، هناك حالتان قد تؤديان أيضاً إلى التضخّم هما: تخفيض الضرائب أو فرضها؛ ففي بعض الأحيان، تقوم الحكومات بتخفيض الضرائب لاكتساب شعبيّة، ما يؤدي إلى المزيد من الأموال في أيدي الناس. وبالتالي، إذا لم يزداد معدل الإنتاج بمعدل مماثل للطلب، سيؤدي الفائض النقدي في متناول اليد إلى التضخم.
كذلك، يؤدي فرض الحكومات للضرائب غير المباشرة مثل ضريبة الإنتاج وضريبة القيمة المضافة على الشركات إلى التضخم، نظراً إلى أن هذه الضرائب ستزيد من التكلفة الإجمالية على المصنّعين والبائعين، وبالتالي زيادة من سعر المنتج.
رابعاً: عوامل غير اقتصادية
هناك بعض العوامل غير الاقتصادية التي يُمكن أن تُسبّب التضخم في السوق، مثل الكوارث الطبيعية كالفيضانات والحروب.
مثال:
يمرّ العالم اليوم في مرحلة تضخم من أبرز أسبابها الحرب في أوكرانيا ووباء كوفيد-19، حيث ساهم وباء كوفيد-19 وتعطيل سلاسل الإمداد ونقص العمالة في ارتفاع أسعار السلع كالغاز والأطعمة والسيارات والأثاث.
كذلك، كان للحرب في أوكرانيا تأثير إضافي على أسعار النفط والغاز، هذا فضلاً عن تقلص إنتاج القمح في كل من أوكرانيا وروسيا. وهذا الأمر أدّى إلى ارتفاع في أسعار الطاقة، الذي أثّر على كلّ معالم الحياة تقريباً وأدّى إلى التضخّم.
- كيفية السيطرة على التضخم
يمكن التحكّم بالتضخم عبر تنفيذ تدابير وسياسات نقدية من قبل البنوك المركزية والحكومات التي تُحدد حجم ومعدل النمو المعروض للنقد.
وتشمل السياسات النقدية في إطارها تعديل أسعار الفائدة، كذلك، يرى بعض خبراء الاقتصاد أن أسعار الفائدة الأكثر ارتفاعاً اليوم، من شأنها تخفيض الطلب على السلع والخدمات، وهذا بدوره يؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي ومن ثم خفض معدل التضخم، وهذا ما يفعله البنك الاحتياطي الفدرالي حالياً لكبح التضخم في أمريكا.
إلى ذلك، يعتبر خبراء المال والاقتصاد أيضاً أنّ التحكم بإمدادات المال وزيادة ضريبة الدخل من الطرق الأخرى للسيطرة على معدلات التضخم.
- كيف يستفيد المستثمرون من التضخم؟
يمكن للتضخم أن يكون إيجابياً أحياناً، حيث أنّ بعض المستثمرين يمكن أن يستفيدوا من هذه المرحلة الاقتصادية من خلال الاستثمار بالأسهم الرابحة.
ما هي الأسهم الرابحة خلال التضخم؟
- السلع الأولية
تشير التجارب إلى أن الاستثمار في السلع الأولية مثل النفط والمعادن، على رأسها الذهب والفضة والبلاتين، يمثل حماية من التضخم.
حيث أظهرت تلك الأصول درجة عالية من المتانة خلال صعود التضخم لفترات طويلة، لأن السلع الأولية تعتبر مكوناً رئيسياً في مؤشر أسعار المستهلكين، كما أن الاستثمار فيها قد يساعد في تنويع محفظة الاستثمار وبالتالي تخفف من المخاطر.
- العقارات
يرى بعض الخبراء أنّ العقارات هي إحدى فئات الأصول التقليدية التي تبلي بشكل جيد خلال ارتفاع التضخم.
في السياق، يعتبر الكثيرون أنّ العقارات التجارية على وجه التحديد هي وسيلة ناجحة للتحوط من التضخم، وتشمل هذه العقارات أي عقار مملوك ويُدار بهدف جني قيمة اقتصادية.
كذلك، تشمل هذه العقارات الشقق السكنية والمنازل والمتاجر والمباني الإدارية ومراكز التسوق والمنشآت الصناعية، التي ترتبط عادة باتفاقيات تأجير مع العملاء.
وبالتالي، مع صعود التضخم تزيد قيمة العقار وكذلك الإيجارات الشهرية لها.
- السندات
يعتبر الخبراء أنّ السندات هي إحدى أهم وسائل التمويل المالي المتاحة للشركات والحكومات، التي عن طريقها يتم الحصول على رأس المال اللازم للنمو والتطوير والمنافسة، أو لسد العجز في الميزانية والتوسع في المشاريع التنموية.
ويشير الخبراء إلى أنّ التفاعل القوي للسندات مع التضخم سببه أن التضخم يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة، وبالتالي تصبح السندات الحالية أقل جاذبية من السندات، التي ستصدر لاحقاً، فيزيد ضغط البيع على السندات، وبالتالي تنخفض أسعارها وترتفع عائداتها.