ما هي المضاربة في الأسهم وهل هي أفضل من الاستثمار؟ | إنفستسكاي الشرق الأوسط
ما هي المضاربة في الأسهم وهل هي أفضل من الاستثمار؟ | إنفستسكاي الشرق الأوسط
ما هي المضاربة في الأسهم وهل هي أفضل من الاستثمار؟
الاستثمار أو التداول في السوق المالي يأخذ اليوم حيزاً كبيراً من حياتنا، حيث بات العديد من الناس يلجأون إليه كمصدر آخر للدخل، إلا أنّ السوق المالي يشمل أنواع كثيرة من التداول، منها المضاربة في الأسهم التي تجذب انتباه العديد من المستثمرين. ما هي المضاربة في الأسهم وما الفرق بينها وبين الاستثمار؟
ما معنى المضاربة؟
المضاربة هي إجراء معاملة مالية تنطوي على مخاطر كبيرة بخسارة القيمة ولكنها تحمل أيضًا توقع تحقيق مكاسب كبيرة، حيث يركز المستثمر المضارب على تقلبات الأسعار.
بمعنى آخر، المستثمر المضارب هو تاجر لا يهتم بالقيمة السوقية الحقيقية للأصول بل همه الوحيد ملاحقة حركة الأسعار والمؤشرات بصفة يومية للحصول على الصفقات المربحة خلال التقلبات قصيرة المدى.
تشمل المضاربة التداول اليومي، الاستثمار في الطروحات العامة الأولية أو شراء منتجات ذات رافعة مالية عالية، وهي استثمارات تمثل إمكانية تحقيق عائدات كبيرة، إلّا أنها تنطوي على مخاطرة كبيرة في المقابل.
كيف تعمل المضاربة
يتابع المضارب ذو الخبرة سعر السهم في شركة معينة، كما يقوم بمتابعة الأخبار المالية واتجاهات السوق بدقة، وعندما يعتقد المضارب أنّ سعر السهم سيتغيّر لصالحه، يشتري أسهماً في هذه الشركة ثم يبيعها بناءً على حدسه ومجهوده.
مثال آخر عن المضاربة هو العقارات، حيث أنّ بعض المستثمرين يقومون بشراء وحدات سكنية متعددة مع الحد الأدنى من الدفعات الأولى بغرض إعادة بيعها بسرعة بغية تحقيق ربح كبير وهذا يمثل المضاربة بوضوح.
فوائد المضاربة
تقدم المضاربة فوائد معينة للسوق المالية نذكر منها، توفير المضاربين للسيولة في السوق وتقليص الفرق بين سعر العرض وسعر الطلب؛ كذلك، يؤدي البيع على المكشوف المضارب إلى إبقاء الاتجاه الصعودي المتفشي تحت السيطرة ويمنع تكوين فقاعات أسعار الأصول من خلال الرهان على النتائج الناجحة.
سلبيات المضاربة
بالرغم من الفوائد التي ذكرناها إلا أنّ المضاربة في الأسهم لها سلبياتها أيضاً التي تتمثل بالمخاطر العالية والتصاعد السريع للأسعار.
صحيح أنّ المخاطر العالية تولد مكافآت كبيرة، إلّا أنّها يمكن أن تؤدي إلى سقوط الشركات أو الأفراد المضاربين، إذا ما أخفقوا في طريقة تعاملهم مع تقلبات السوق.
بالإضافة إلى ذلك، يتمثل التصاعد في الأسعار، بالمزايدة التي ينفذها المضاربون في الأسواق المالية بشكل عام، والتي تؤدي إلى تقلب السوق بطريقة غير صحية، وبالتالي، يؤثر على الاستثمارات والسوق بشكل سلبي على المدى الطويل.
أنواع المضاربين
- المضارب المتفائل
يشير هذا النوع من المضاربة إلى الأشخاص الذين يتوقعون ارتفاع أسعار الأوراق المالية، حيث يقومون بشراء الأسهم والأوراق المالية بأقلّ من قيمتها الفعلية لبيعها عند ارتفاع سعرها في المستقبل. ويرتبط الربح بارتفاع أسعار الأسهم، يعني في حال انخفاض أسعارها سيخسر المضارب.
- المضارب المتشائم
يشير مفهوم المضارب المتشائم إلى الأشخاص الذين يعتقدون بأنَّ فئة معينة من الأوراق المالية أو السوق بشكل عام سيتجه نحو الانخفاض، وعندها يحاول الاستفادة من الانخفاض في الأسعار لشراء الأسهم. ويستفيد المضاربون من خلال بيع السهم عندما يكون السعر مرتفعاً ثم إعادة شرائه بسعر أقلّ لاحقاً.
- المضارب عديم الوفاء أو "البطة العرجاء"
يشير هذا النوع من المضاربين إلى الأفراد الذين لم يستطيعوا الوفاء بالتزاماتهم المتعلقة بالتداول؛ بسبب إفلاسهم وذلك، بسبب فشلهم في تطوير استراتيجية تداول ناجحة وعدم قدرتهم على تغطية خسائر التداول التي تكبدونها نتيجة تقلّبات السوق.
- مضارب المدى القصير
يمكن تسميته أيضًا بالمتداول اليوميّ، وهو الشخص الذي يحاول الاستفادة من التغيرات التي تطرأ على السوق على المدى القصير، حيث يبحث هؤلاء المضاربون عن الأوراق المالية التي قد يحدث فيها تغيّر كبير في فترة قصيرة مما يعني تحقيق أرباح كبيرة خلال هذه الفترة. يميل هؤلاء المضاربين إلى أن يكونوا أكثر حذراً بشأن تحليل الربح والمخاطر ويراهنون على جني المكاسب عندما ترتفع قيمة الأصول بسبب زيادة الطلب عليها.
الفرق بين المستثمر والمضارب
يكمن الفرق الأساسي بين المستثمر والمضارب في قدرة تحمل المخاطر والجدول الزمني، فالمضارب يتحمّل مخاطر أكثر من المستثمر، كذلك يسعى إلى تحقيق مكاسب كبيرة على المدى القصير مقارنةً بالمستثمر الذي يهتم بالاستثمارات طويلة المدى.
كذلك، يشارك المضاربون بالأسواق شديدة التقلب مقارنةً بالمستثمرين الذين يميلون إلى الاستثمار في الشركات والأصول التي توفر عائدات بطيئة وثابتة.